بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نكرهه؟ مع أن النبى صلى الله عليه وسلم حين خير بين البقاء فى الدنيا والموت،قال:بل الرفيق الأعلى ،وعلى دربه سار أصحابه الذين كانوا يرحبون بالموت ويحسنون استقباله..
ترى ما الفارق بيننا وبينهم ؟لماذا نكره قدومه؟!لماذا نخاف زيارته؟!لماذا يرتعد القلب وجلا من ذكره؟!الأسباب هى:
1-الحياء من الله:
قال أحمد بن أبى الحوارى:قلت لأم هارون العابدة الدمشقية : أتحبين الموت؟قالت : لا،قلت:ولم؟ قالت:لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته؟!أخى....
>لو كنت موظفا وتأخرت عن عملك دقائق معدودة لحملت همَّ المُساءلة .
> لو كنت طالبا وطلب منك أستاذك أداء واجبك فتأخرت عنه لحملت همَّ المُساءلة .
> لو كنت ابنا صالحا وطلب إليك أبوك حاجة مرة بعد مرة ولم تقضها له حملت همَّ المُساءلة .
سبحان الله .. هؤلاء:المدير والمدرس و الأب .. أعظم أم الله .. هؤلاء الخلق أم الخالق؟! أسأل قلبك واستفت عملك واعرض نفسك على نفسك.
2-أين النزول وإلام المصير:
قال سعيد بن أبى عطية:لما حضرت أبا عطية الموت جزع منه ،فقالوا له:أتجزع من الموت ؟قال:مالى لا أجزع وإنما هى ساعة ثم لا أدرى أين يُذهب بى؟
وكيف تنام العين وهى قريرة ........... ولم تدر فى أى المحلين تنزل.
لما حضرت أحمد بن خضرويه المنية ،سُئل عن مسألة فدمعت عيناه وقال:يا بنى كنت أدق بابه خمساوتسعين سنة،وها هو يفتح الساعة لى ،لاأدرى أيفتح بالقبول و السعادة أو الشقاوة،فأنَّى لى أوان الجواب؟!
3-قلة الزاد:
قال عزوجل: ((وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين(( 10 المنافقونتحسر بعض الناس عند موته،فقيل له:ما بك؟! فقال :ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد ،ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس ،ويقوم بين يدى حكم عدل بلا حجة.
أخى ..ما أخبار زادك؟
بكم ركعة فى جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟!بكم يوم صمته فى شدة الحر اتقيت حر جهنم؟! أين العمل الذى يصلح ؟!
كان صالح المرى كثيرا ما يتمثل هذا البيت من الشعر:
وغائب الموت لا ترجون رجعته........ إذا ذوو سفر من غيبة رجعوا
ثم يبكى ويقول :هو والله السفر البعيد، فتزودا لمراحلة،فإن خير الزاد التقوى ،واعلموا أنكم فى مثل أمنيتهم،فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله.
4-المسرفون فى المعاصى يخافون القدوم،ويهابون المنون،أساءوا فخافوا ،وعاثوا فهابوا،وماتوا فلاقوا ما كانوا يحذرون
.لاهٍ بدنياه والأيام تنعاه...........والقبر غايته واللحد مثواه
يلهو ولوكان يدرى ما أُعد له....إذا لأحزنه ما كان ألهاه
أو ما جن يده لو كنت تعرفه.....ويلاه مما جنته كفاه ويلاه
اوصيكم بذكر الله
دعواتكم
دعواتكم