من طرف حادثة المجمع التجاري بحفر الباطن حين قام مراهق بتوجيه طعنة إلى قلب مراهق مثله فأودتْ بحياته فورا، علّق المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية عليها وأسندها إلى "تبادل النظرات" واعتبر هذه النظرات الشرارةَ المولدة لكثيرٍ من أحداث الشجار التي يؤدي بعضها إلى القتل كما في هذه الحادثة " ولو أن أحدهم أبعد نظره لانتهى الموضوع تماما". ولأننا نعلم جيدا أن "لو" تفتح عمل الشيطان؛ فإنها في كل مرّة تتربّص بسكّينها المشرعة.
ماذا حملت نظرة المراهق إلى زميله؟.. هل كانت تحديّا؛ احتقاراً؛ لامبالاة؛ تهديداً.. لم تكن نظرة والسلام.. فيها استنفار للرد ورفع الصوت والملاسنة والاشتباك وإخراج الأدوات الحادّة لزوم تعزيز النظرة وجعلها واقعيّة في القطع والنّفاذ. إنه نوعٌ من الحوار ليس يُسمع بغير دم.
بنزينُ الأعصاب وشرارة النظرة.. تلك الأعصاب المهيّأة للاستثارة ولحمل الأشياء على غير وجهها. الاستعداد التام لفصل النّزاع عن طريق العضلات وصوت السّكين. الجاهزيّة بالنيّة المبيّتة لسلوك طريق واحد ليس غيره في إثبات الذات و"المرجلة" بخصوص كل من تسوّل له نفسه أن يدوس على طرف. وليس مثل النظرة تدوس وتفعص وتنكّل.
المسافة بين النظرة وقرار السكين غير موجودة؛ ملغاة. كأنّ العقل في إجازة مفتوحة. قيمة الذات تشكّلت في نظرة عين. وعلى هذه العين أن تدفع القيمة، بإغلاقها إلى الأبد.
ففترة المراهقة معروفة بانفعاليّتها وسرعة استنفارها والتحسّس من سلّم القيمة المتردّد بين الطفولة وبين الرُّشد. تلك الصّفات إذا لم تجد تفهّماً ومداراةً، وتحويلاً واستيعاباً، فإنها تصبح خطرا متجوّلاً ومفرقعة بدأَ العدّ التنازلي لانفجارها. وللمنزل دور أساسي وجوهري، وفي الأقل من هذا الدور، ألا ينفخ في ذات المراهق ويمدّها بأسباب العدوانية وأنها مدار الرجولة وساحة الإثبات "بعدي.. هذا الرّجال".
قنبلة المراهقة تُجهّز في المنزل، ولا تخرج إلى الشارع إلا وصاعقها منزوع، وجهتها معروفة سلفاً: "دار الملاحظة الاجتماعية".. لماذا لا نلاحظهم قبل أن يُلاحظوا، وقبل أن يدمّروا حياة غيرهم وحياتهم.
*نقلا عن "الوطن" السعودية
ماذا حملت نظرة المراهق إلى زميله؟.. هل كانت تحديّا؛ احتقاراً؛ لامبالاة؛ تهديداً.. لم تكن نظرة والسلام.. فيها استنفار للرد ورفع الصوت والملاسنة والاشتباك وإخراج الأدوات الحادّة لزوم تعزيز النظرة وجعلها واقعيّة في القطع والنّفاذ. إنه نوعٌ من الحوار ليس يُسمع بغير دم.
بنزينُ الأعصاب وشرارة النظرة.. تلك الأعصاب المهيّأة للاستثارة ولحمل الأشياء على غير وجهها. الاستعداد التام لفصل النّزاع عن طريق العضلات وصوت السّكين. الجاهزيّة بالنيّة المبيّتة لسلوك طريق واحد ليس غيره في إثبات الذات و"المرجلة" بخصوص كل من تسوّل له نفسه أن يدوس على طرف. وليس مثل النظرة تدوس وتفعص وتنكّل.
المسافة بين النظرة وقرار السكين غير موجودة؛ ملغاة. كأنّ العقل في إجازة مفتوحة. قيمة الذات تشكّلت في نظرة عين. وعلى هذه العين أن تدفع القيمة، بإغلاقها إلى الأبد.
ففترة المراهقة معروفة بانفعاليّتها وسرعة استنفارها والتحسّس من سلّم القيمة المتردّد بين الطفولة وبين الرُّشد. تلك الصّفات إذا لم تجد تفهّماً ومداراةً، وتحويلاً واستيعاباً، فإنها تصبح خطرا متجوّلاً ومفرقعة بدأَ العدّ التنازلي لانفجارها. وللمنزل دور أساسي وجوهري، وفي الأقل من هذا الدور، ألا ينفخ في ذات المراهق ويمدّها بأسباب العدوانية وأنها مدار الرجولة وساحة الإثبات "بعدي.. هذا الرّجال".
قنبلة المراهقة تُجهّز في المنزل، ولا تخرج إلى الشارع إلا وصاعقها منزوع، وجهتها معروفة سلفاً: "دار الملاحظة الاجتماعية".. لماذا لا نلاحظهم قبل أن يُلاحظوا، وقبل أن يدمّروا حياة غيرهم وحياتهم.
*نقلا عن "الوطن" السعودية
